أكثرى السهو فى كتابك و امحيه ..

١٨‏/٠٩‏/٢٠٠٧

العشـــق بالسمــع

هـذه الحادثة نقـلت لى من طرف أحـد الأصدقاء ، و الحق يقال بأن الحديث طال بيننا و احتدم النقاش على الحادثة حيث انى لم أكن مقتنعاً يومها بصدق و صحة تفاصيل الحدث ، و لكنى اقتنعت بصدق هذه الحادثة عندما قابلت الشخص المعنى و الذى اكد لى بأغلظ الأيمان صدق هذه الحادثـة ، و لقد رويت هذه الحادثة لأحدى الأخوات التى سألتنى يومها عن رأيى ، ولكنى لم أعى أى جواب يومها و احتفظت بتعليقى ، ولكنى اليوم سوف اسرد الحدث و انشر تعليقى المتواضع ، و انى لأسأل الله العلى القدير أن يبلغنا مرامنا كما بلغه صاحبنا الذى جرت له الحادثة هـذه
-----
جرت هذه الحادثة فى أحد المؤسسات المالية التجارية الكبرى بأحدى دول الخليج العربى ، حيث كان هناك قسم يحوى ثلاث موظفين ، فتاتين و شـاب ، و فى احدى الأيام تغيبت احدى الموظفات عن العمل لظرف طارىء فقامت بالاتصال على زميلها طالبةً منه أن ينجز أى عمل طارىء يرد اليها ، فقام الشاب بذلك و ظل طوال اليوم ينجز عمله و ما يطرىء من طارىء خاص بزميلته المتغيبة ، و فى فترة الغداء ظل الشاب بالمكتب لينجز العمل المتراكم نتيجة غياب زميلته ، فرن الهاتف على مكتب المتغيبة و قام الشاب يالاجابة ظناً منه بأنه اتصال خاص بالعمل ، و عندما رفع سماعة الهاتف فوجىء بسكوت قصير ثم صوت انثوى يسأل عن الموظفة المتغيبة ، فأجاب بأنها متغيبة لظرف طارىء متسائلاً ان كان بامكانه اخذ رسالة لها ، فشكرته المتصلة من دون ترك رسالة و اجابته بأنها صديقة شخصية لزميلته و لم حتى تخبره بأسمها
-----
قال لى الشاب نفسه بأنه حين سمع صوت المتصلة اعتراه شعور غريب بالسعادة ، و لما اغلقت المتصلة الخط شعر بانجذاب غريب نحوها علماً بأنه نفسه كان يقول بأنه لايوجد ما يجذبه نحوها و هو لايعلم من هى . فظل على هذه الحالة لمدة اسبوع و هو يشعر بالشوق يزداد يوماً عن يوم ولم يكن بيده ان يعمل اى شىء ليعلم من هى المتصلة خصوصا و انه ان استفسر من زميلته عن المتصلة فلن تقول له و ستعتبره من السخف منه و لن تصدقه بالطبع ان عبر عن شعوره ، و بعد اسبوع من الاحتراق بنار الجوى اهتدى الى طريقةغريبه ليعلم من قسم الخدمات عن الرقم المتصل ذاك اليوم على هاتف الزميلة متعللاً امام مسئول القسم بأنها احدى الزبونات التى لم يتمكن من تسجيل متطلباتها لانشغاله ، و عندما حصل على رقم الهاتف ، قام بالاتصال احدى اصدقاءه بشركة الهاتف ليعلم العنوان المتصل و اذا به احدى الشركات التجارية ، و الرقم الظاهر هو رقم البدالة الرئيسية ، فقام بزيارة هذه الشركة التى تحتل سبعة طوابق متنقلاً بين الطوابق السبعة .. يقول بأنه خلال زيارته دخل احد المكاتب ففوجىء شابة تسأله عمن يريد ، فخالجه احساس عجيب بأنها هى فتلعثم لا يدرى ما يقول سوى بأنه ضل الطريق الى المصعد ، فضحكت الشابة و قالت له بأن المصعد خلفه تماماً .. و سألته فجأة ان كانت قد رأته من قبل فأجاب بلا و انصرف .. و خلال خروجه سأل موظف الأمن عن الطابق الذى كانت به الشابة فعرف قسمها و من خلال موقع الشركة على الانترنت تعرف على اسمها
-----
يقول الشاب بأنه بنفس المساء أخبر والدته عن هذه الشابة طالباً منها الاستفسار عن الشابة ان كانت عزباء أم لا و بأنه رآها صدفة بالعمل و أعجب بها .. فقامت والدتة بما يقوم به النسوة عادةً و خلال اسبوعين تقدم لخطبتها رسمياً .. قال لى الشاب بأنه حين جلس معها أول مرة بعدما تقدم لخطبتها سألته عما أتى به ذلك اليوم .. فسقط بيده أيقول الحقيقة أم لا .. و بعدما استجمع قواه أخبرها بالقصة كاملةً دون أى نقصان .. فضحكت و أقسمت بأنها حين رأته أول مرة صدفةً كانت شبه متأكدة بأنه هو زميل صديقتها ، حيث انها استفسرت عنه من زميلتها مراراً بعدما المكالمة الأولى التى تعمدت فيها ألا تخبره بأسمها
-----
قابلت الشاب شخصياً قبل ثلاثة شهور تقريباً وكان حينها قد مضى على زفافهم حوالى ثلاثة شهور
-----
سألتنى الصديقة العزيزة عندما اخبرتها بالحادثة عما أظن ، و لأخبرها فأن أكبر دليل على اثبات العشق بالسمع أو الحواس الأخرى هو قول النبى صلى الله علىه و سلم (الحمد لله الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها أئتلف و تناكـر منهـا اختـلف) و لقد اثبت الشعراء العشاق امكانية العشق بالسمع كما حصل لصاحبنا هذ وا كما قال بشــار
-----
يـا قوم أذنى لبعض الحـى عـاشقة ... و الأذن تعشق قــبل العيـن احيــانـا
قــالوا لمن لا تر تهوى فقـلت لهـم ... الأذن كالعيـن توفـى القـلب ماكــانا
-----
ففيهــا تأكيد على امكانية العشق بالسمع و قبل النظر للعشيــق كما قيل أن الحب أوله السماع ثم النظر كما أن أول الحريق الدخان ثم الشـرر ، و لعمرى كم هم هو جميل تشبيه الحب بالحريق حيث انهما الاثنان يحرق لهيبهما ، ولقج قال الشاعر أبو يعقوب الخزيمى الذى كان أعمى رحمه الله
-----
قـالت و تهـزأ بى غــداة لقيتهـــا ... يــا للرجــال لصبــوة العميـــان
فأجبتهــا نفســى فـداؤك انمـــــا ... عينى و أذنى فى الهوى سيــان
-----
كمــا أن من العشــق يتــولد بالقــلب فكم من عــاشق عشــق محبوبه بالسمع من دون الرؤيــا و يكون السمع هو محرك القلب كمـا قال بشـار عندما لاموه فى عبـده لم تكن باهرة الجمـال
-----
يــزهــــــد فى حــــب عبــدة معشـــــر ... قلوبهــــم فيهــا مخــالفـــة قــلــبى
فقلت دعـوا قلبى و اختـار و ارتضـى ... فبالقلب لا بالعيـن يعشــق ذو اللب
و ما تبصر العينان فى موضع الهوى ... و لا تسمـع الاذنــان إلا من القلب
-----
و للختــام فأنى أقول بأن الدليل على امكانية العشــق بالسمــع هو عشق العاشق للمعشــوق بالوصف فكم من محب عشـق محبوبه عندما وصف له من دون يـراه و رحم الله المدنى عندما قال و أنصف القول بالبيت التــالى
-----
أيــا من لامنى فى حــب ... من لـم يــــره طـــــرفى
لقـد افرطت فى وصفــك ... لى فى الحـب بالضعـف
فقـل هـل تعـرف الجنــة ... يــومـا بسـوى الوصـف
-----
جعلنا الله من أصحاب الجنــة ... آميــن
-----
و الحب لاحـــق

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

كلامك بمتمة ولد عمي أنا لي صديق شخصي مقرب جدا عاش أحلى قصة حب عن طريق البريد الالكتروني و لا و أزيدك من الشعر بيت صاحبي رجل متدين و يعرف ربه و مو بس في رمضان. وصلته عن طريق الفوروارد ايميل يحتوي على أدعية و مواعظ دنيوية و دينية من بنت خالته و ألح الحبيب على اخته ان تعرف من بنت خالته منو هذي الفتاة و شوف الصدفة البنت طلعت زميلة دراسة لصاحبي لكن عمره ما فكر فيها بشي أكثر من الزمالة.
و بعد فترة و بما انه الاثنين درسوا نفس التخصص شاءت الأقدار انه يعملون في شركة واحدة و في نفس الادارة. و الحمدالله تطورت علاقتهم و الحين قعد يفكرون بالخطوبة و من ثم الزواج.
أنا أقول اذا الله سبحانه اراد ان يجمع بين شخصين، يسخر لهم الدنيا باسرها للم شملهم كيفما كانت بداية العلاقة. و مشكورين