أكثرى السهو فى كتابك و امحيه ..

٢٦‏/٠٣‏/٢٠٠٧

العشق المفـرد

سألنى أحـد الاصدقـاء عن الحب المفرد الذى يكون من طرف واحد، و ان كانت حالة العشق هذه ألذ من العشق المتبادل بين اثنين أم لا، فأجبته بأنى للحق لا أدرى و لكن خطر لى بيت الشاعر النابغة الذيبانى
-----
كلينى لهم يا أميمـــة ناصــــــب ... وليــل اقـاسيه بطــىء الكواكــب
تطــاول حتى قلـت ليس بمنقض ... وليس الذى يرعى النجوم بآيــب
-----
فأننا نرى بأن الشاعر هنا يرجو محبوبته بأن تكله لهـم نـاصب وليل يقاسيــه ولم يرجو الوصــال أو المقــابلة ، ولقد وافقنى السـائل الكريم على هذا التحليل و أيد المعتقــد بأن الحب المفــرد هو ألذ للعــاشق لما ينبتــه من مشــاعر و أحــاسيس
-----
بل ان هنــاك من رأى بأن العشــق لا يقـوم من دون الوصــال .. و ان كنت لا أقنع بهــذه المقولة فل العشق لدى هو كضرب الجنــون يصيــب العــاقل من دون أن يعرف السبب .. ولكن الشــاعر (الخبزأزرى) كــان من الذين يأمنون بوجوب الوصــل لقيــام الهـوى حيث قــال
-----
اذا ما قنعنــا بالتواصـل بالهـــــوى ... فلا أنت معشــوق و لا أنا عــاشق
فلا الوصــل الا ان يكـون تبــــــادل ... ولا بــــذل الا أن يكــون تعــــانــق
-----
ولكنى أقــول غيــر هــذا وآمل ان يوافقنى أغلبية القــراء الكرام ، فأن ألـذ ما بالدنيا هو وصــل الحبيب لحبيبــه .. والدليــل هو
-----
لـم يخـلق الرحمــن احســن منظـراً ... من عــاشقين عــلى فـراش واحـــد
متعــانقيــن عليهمـــا حـلل الرضى ... متوســــدين بمعصــــم و بسـاعــــد
-----
ألا ان الوصـول آت

٢٠‏/٠٣‏/٢٠٠٧

أمن آل نعم

قبل أن نقـرأ القصيدة الموعودة لابد لنا من ام نلقى بعض الضوء على الشاعر و القصيدة نفسها. فشاعرنا اليوم هو غنى عن التعريف، فمثلى لا يمكنه تقديم شاعر فحل كعمر بن ابى ربيعة الذى يكفينا قول الاديب الاصمعى فيه بأن العرب كانت تدين بالتقدم لقريش فى كل أمر ماعدا الشعر حتى بزغ نجم ابن ابي ربيعة فدانت العرب لقريش بالتقدم فى كل الامور. وقد عاش شاعرنا المولود فى سنة 22 هجرية فى أوج العصر الأموى الزاهر الذى امتدت فيه دولة الاسلام اقصى امتدادتها. ولقد نسك الشاعر فى اخر عمره و توقف عن قرض الشعر
-----
بدأ اطلاعى على أعمال هذا الشاعر العملاق بعد ان سمعت بيته التالى
-----
أتانى هواهــا قبل ان أعرف الهوى ... فصادف قـلباً فارغـاً فتمكنــــا
-----
أما القصيدة المقروءة اليوم فهى من أروع ما قرأت قط ، والشكر كما تقدم هو للصديقة العزيزة التى ذكرتنى بها ، و لسوف اكتب بعض الخواطر عن القصيدة بعد ان نقرأها ان شـاء الله ، لكن قبل البدء لا بد لى من أن ابين أمرين اثنين
-----
أولاًً بالرغم من ان عمر بن ابى ربيعة قد نسب معظم النساء الجميلات فى عصره و ذكره لاسماءهم فى قصائده ، تظل محبوبته نعم التى كتب بها الابيات التالية ونسب بها معظم قصائده مجهولة الهوية. ثانياً تظل القصيدة غير كاملة فى معظم الكتب و المراجع لكن أكمل نص قرأته هو فى كتاب الدكتور جبرائيل جبور المسمى حب عمر ابن ربيعة و شعره، و القصيدة هى طويلة نسبياً وتحوى الكثير من الكلام الماجن لذا فقد اختصرتها اجتهاداً و كلى أمل ان لايؤثر الاختصار على المعنى و المضمون
-----
أمــن آل نــعـــم ان غـادٍ فــمبكـــــــر .. غـــداة غـــد أم رائـــح فمهجـــــــرُ
بحـاجــــة نفس لم تقل فى جوابهـــــا .. فتبلـــغ عـــذرا و المقــالة تعـــــذرُ
تهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
-----
بآيــة مـــاقــالـت غــداة لقيتهــــــــــا .. بمدفـــع اكنـــان اهـــــذا المشـــهرُ
قفى فأنظــرى اسمــاءُ ه تعرفينـــــه .. أهــذا المغيـــرى الذى كان يذكــــرُ
لئن كان اياه ، فلقد حـــــال بعدنـــــا .. عن العهـد و الانسـان قد يتغيـــــــرُ
رأت رجلاً اما اذا الشمس عارضت .. فيضحـى وأما بالعشـى فيخصــــــرُ
أخـا سفـر جــواب أرضٍ تقــاذفــــت .. بــه فــلواتٌ فهــــو أشعث أغبـــــرُ
قليــل على ظهـــر المطيــــة ظلــــه .. سوى مـا نفى عنــه الرداء المحبرُ
وأعجبهـا من عيشها ظل غـرفــــةٍ .. وريــانٌ ملتف الحــدائق أخـــضــــرُ
ووالٍ كفــاها كــل شــئٍ يهمــهـــــا .. فليست لشـئ آخر الليــل تســهــــــرُ
-----
وليلـةٍ ذى دوران جشمتنى السرى .. وقــد يجشـم الهـول المحـب المغررُ
فبت رقيبــاً على الرفـاق على شفا .. أحــاذر منهم من يطــوف و أنظــــرُ
فدل عليهـا القــلب ريا عرفتهـــــــا .. لها و هوى النفــس الذى كاد يظهرُ
فحييت اذ فاجأتهــا فتولهــــــــــــت .. وكادت بمخفوض التحية تجهــــــــرُ
وقـالت و عضـت بالبنـان فضحتنى .. وأنت أمـرؤٌ ميسور أمرك أعســــر
أريتك اذ ههنـا عليك ألم تخـــــــف .. وقيت و حولى من عــدوك حضـــرُ
فوالله مــادرى أتعجيــل حــــــــاجةٍ .. سرت بـك أم قد نــام من كنت تحذرُ
فقلت لها بل قادنى الشوق والهوى .. إليك ز ما نفس من النــاس تشعـرُ
-----
فبت قريــر العيــن أُعطيت حاجتى .. أُقبـل فـــــاها فى الخــلاء فأكثــــــرُ
فيــالك من ليــل تقـــاصر طولـــــه .. وما كان ليلى قبل ذلك يقــــصــــــرُ
ويالك من ملهـــى هناك و مجـلس .. لنا لم يكــدره علينـــا مــكـــــــــــدرُ
يمج ذكى المسك منها مقبـــــــــــل .. نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـــــرُ
-----
ومن ثم يمضى ابن ربيعه موصفا كيف صحى من النوم على صوت الحى و هم ينوون الرحيل فقامت نعم بالباسه درع وخمار لكى لايتقاتل مع اخوتها فيؤذونه’ وكيف بكت بالوداع ووصف ناقته و الراحلة
-----
أظن بأن القصيدة أبلغ من أن توصف، و بأن البيت الذى هو محور ارسالها لى هو
-----
رأت رجلاً اما اذا الشمس عارضت .. فيضحـى وأما بالعشـى فيخصــــــرُ
أخـا سفـر جــواب أرضٍ تقــاذفــــت .. بــه فــلواتٌ فهــــو أشعث أغبـــــرُ
-----
حيث ان المرسـلة قد عـايرتنى مـرة بأنى كنت اشعثاً فى احدى سفراتى التى غـادرت بها الكويت صباحاً لاعود مساءاً بنفس اليوم
-----
أما البيت الذى يستهوينى فهو
-----
أهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامـــــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
-----
حيث كل من ذاق نار الهوى لابد له من ان شعر بهـذا حين يكون الشعور مضطرب سواءاً كان بقرب الحبيب ام لم يكن ولا يطفىء سعير قلبه الا ان يكون الحبيب يبادله نفس الشعــور .. وأظن بأن بهذا البيت يكون ابن ابى ربيعة ابلغ من وصف الم الحب من طرف واحد
-----
وليظـل العشق آت

ها نحن عـدنا

بدايـة أود أن اعتـذر لتأخـرى فى اضافة اي جديد للمدونة ، و أشكر كل من سألنى عن الاضافات لمتابعتها ، كما أشـكر الصديقة العزيزة التى زودتنى بأخر قصيدة لكى اقرؤها ، علما بأنى سأقوم بنشرها مع التعليق باذن الله فى القريب العاجل
-------
أما عن سبب تأخيرى بالاضافات للمدونة و سبب ارسال هذه القصيدة لى ، فهو اننى كنت على سفر منذ اسبوعين متنقـلا بين أرض الكنانة و البحرين و الاردن ، ولم استقر بالكويت لأكثر من يومين. والحق يقال بأن السفر هو متعب مهما توافرت اسباب الراحة، فنحن اليوم نمتطى الطائرات بدلاً من صهوة الخيل ، ونبيت بالفنادق بدلاٍ من الخانات، ولكننا لا نزال نحس بالتعب. فهل بامكاننا ان ندرك تعب الاوليين .. وكم قد عـانوا
-------
اما القصيدة المرسلة لى فهى من أعين ماقيل من أدب النسيب بالشعر العربى ، ولقد كانت من أول القصائد التى تعلقت بها بمطلع حياتى عندما بدأت اقرأ بالأدب العـربى ، ولقد هيضت ذكرى عزيزة على عندما قرأتها مؤخـرا
-------
وللصديقة العزيزة أقول بأنك كنت و لا زلت نبراساً لى ينير كل ماهو جميل من هذه الدنيا وان كان منى أى تقصير بالسؤال عنك فإن الله شهيد بأنك بقلبى و خاطرى طوال الوقت ، وبأن مدحك لى لهو مرآة تعكس بهى أخلاقك و جلالة قدرك الذى لم و لن اوفيه حقه مهما كتبت. والشكر لك على كلماتك الرقيقة التى اكن لها كل احترام و تقدير
-------
ولقد علقت بخاطرى يوم أمس و انا بالطائرة كلمات الشاعر الخالدة
-------
ها نحن عدنا ننشد الهول على ظهر السفينة
هــــا نــحن عدنــــــا .. عدنـــا للمـدينـــــة
-------
و سوف تأتيكم القصيدة الجميلة الموعودة بالقريب العاجل بإذنه تعــالى

٠١‏/٠٣‏/٢٠٠٧

معنى العشـق

اختلف العشاق و الشعراء بشـرح معنى العشق و الوجـد على مر العصـور. وأتانى هذا الخاطر عندما سألتنى احدى بنات حواء عن معنى الحب و كيفية الشعـور به. اطرقت لمدة مفكراُ فى السؤال ، محاولاُ ايجـاد الجواب الشافى
--------------------
وبعدها بدأت بقراءة كتاب طوق الحمامة فى الالفة و الألاف ، لأبى محمد على بن أحمد بن حزم الاندلسى المتوفى عام 456 هـ - رحمه الله - الذى درس العشق و الحب و صنف أعراض الحب و صفاته ، ولكنى لم اجد جواب سؤالى .. للاسف
-------------------
فالحب فى نظرى ، هو الكلف بالمعشوق والانبساط لقربه و السعادة بلقائه ، كما يكون المحب لحبيبه افضل مستمع و خير جليس ، و الحب الحق اسمى من الغرائز ، كما ترى بأن المحب يسعد حين يسمع اسم حبيبه ، ويكون الوصل مع حبيبه غايته القصوى - رحم الله القـائل
---------------
قد سلبت الفؤاد منها اختلاسا .. أى خلقٍ يعيش دون فؤاد
فأغثها بالوصل تحى شريفـــا .. و تفز بالثواب يوم المعاد
-----------------
كما ان الحب و العشق يشحذ همة المرء حيث قيل انه كان لاحد كسرى الفرس ابن خامل لا يهتم بامور الملك ، فخاف ابيه ضياع الملك من بعده و شكى خوفه لاحد وزارءه، فما كان من هذا الوزير الاأن طلب من ابنته ان تظهر نفسها لابن الملك بكامل زينتها ، و عندما فعلت ذلك كلف بها ابن الملك و ارادها فقيل له بأن هذه ابنة الوزير و ليس لوصلها سبيل الا الزواج ، و عندما استشـار احد جلسائه الذين كان الوزير اياه لقنهم ما يقولون ، قال له الجليس بأنه لابد له من ان يثبت جدارته لنيل الملك لكى يقبل ابيه الملك من تزويجه بابنة الوزير .. عندها بدأ الامير بتعلم الفروسية و فنون الحرب و السياسة فابدع بهما لكى تعجب به محبوبته التى تزوجها بنهاية الأمـر .. و يقـال بأن هذا الابن هو سابور بن هرمز المعروف بـ سـابور ذى الأكتــاف أعظم ملوك الفـرس
---------------
و لنختم الحديث نذكـر بأبيات أمير الشعـراء - رحمـه الله - الذى شطر بها ابيات البهاء زهير قــائلاً
-------
يقول أنـاس لو وصفت لنا الهوى .. لعل الذى لا يـــعرف الحـب يعــرف
فقلت لقد ذقت الهـوى ، ثم ذقتــه .. فوالله ما أدرى الهوى كيف يوصف
-----
و العشــق يبقـى