أكثرى السهو فى كتابك و امحيه ..

٢٤‏/٠٩‏/٢٠٠٧

العشق يولد العشق

قيــل أنه اذا عشـق شخــصاً الآخـر ، يولد هـذا العشق حبـاً فى قلب المحبوب ، و لكن اشـد الامـور هى اذا فــتر عشــق المحبوب الأول بعد أن يبــدأ الثـانى بحبــه ، عــلماً بأننى لا أؤمن بأن الحب الحق يفــتر و لكن هــذا موضوع آخــر ، فهـل لك أن تتخيل عزيزى القـارىء حـال العـاشق الذى بدأ يهوى معشوقه الذى كان يبـادله الحب و لكنــه فــتر
-----
استطيع ان اقـرب لك الفـكر بقول العبــاس بن الأحنـف
-----
أشكـــو الذيــن أذاقـــــونى مـــودتهــــــم ... حتى اذا أيقــظــونـى فى الهــوى رقــدوا
و استنهضونى فـلما قــمـت مـنـتـهـضــاً ... من ثقـل مـا حمـلونى فى الهـوى قعــدوا
-----
و يــزيـدنى مجنــون ليــلى شجــواً بقــوله
-----
فــأدنيتــنى حتــى اذا مــا ملكــتنى ... بـقول يـحل العــصم سهـل الأبــاطح
تجــافيـت حيــــــن لا لى حيـــــــلة ... و خلفتِ مــا خـــلفتِ بيـن الجـوانح
-----
والعـاشق ليس لـه صـبـر

١٨‏/٠٩‏/٢٠٠٧

العشـــق بالسمــع

هـذه الحادثة نقـلت لى من طرف أحـد الأصدقاء ، و الحق يقال بأن الحديث طال بيننا و احتدم النقاش على الحادثة حيث انى لم أكن مقتنعاً يومها بصدق و صحة تفاصيل الحدث ، و لكنى اقتنعت بصدق هذه الحادثة عندما قابلت الشخص المعنى و الذى اكد لى بأغلظ الأيمان صدق هذه الحادثـة ، و لقد رويت هذه الحادثة لأحدى الأخوات التى سألتنى يومها عن رأيى ، ولكنى لم أعى أى جواب يومها و احتفظت بتعليقى ، ولكنى اليوم سوف اسرد الحدث و انشر تعليقى المتواضع ، و انى لأسأل الله العلى القدير أن يبلغنا مرامنا كما بلغه صاحبنا الذى جرت له الحادثة هـذه
-----
جرت هذه الحادثة فى أحد المؤسسات المالية التجارية الكبرى بأحدى دول الخليج العربى ، حيث كان هناك قسم يحوى ثلاث موظفين ، فتاتين و شـاب ، و فى احدى الأيام تغيبت احدى الموظفات عن العمل لظرف طارىء فقامت بالاتصال على زميلها طالبةً منه أن ينجز أى عمل طارىء يرد اليها ، فقام الشاب بذلك و ظل طوال اليوم ينجز عمله و ما يطرىء من طارىء خاص بزميلته المتغيبة ، و فى فترة الغداء ظل الشاب بالمكتب لينجز العمل المتراكم نتيجة غياب زميلته ، فرن الهاتف على مكتب المتغيبة و قام الشاب يالاجابة ظناً منه بأنه اتصال خاص بالعمل ، و عندما رفع سماعة الهاتف فوجىء بسكوت قصير ثم صوت انثوى يسأل عن الموظفة المتغيبة ، فأجاب بأنها متغيبة لظرف طارىء متسائلاً ان كان بامكانه اخذ رسالة لها ، فشكرته المتصلة من دون ترك رسالة و اجابته بأنها صديقة شخصية لزميلته و لم حتى تخبره بأسمها
-----
قال لى الشاب نفسه بأنه حين سمع صوت المتصلة اعتراه شعور غريب بالسعادة ، و لما اغلقت المتصلة الخط شعر بانجذاب غريب نحوها علماً بأنه نفسه كان يقول بأنه لايوجد ما يجذبه نحوها و هو لايعلم من هى . فظل على هذه الحالة لمدة اسبوع و هو يشعر بالشوق يزداد يوماً عن يوم ولم يكن بيده ان يعمل اى شىء ليعلم من هى المتصلة خصوصا و انه ان استفسر من زميلته عن المتصلة فلن تقول له و ستعتبره من السخف منه و لن تصدقه بالطبع ان عبر عن شعوره ، و بعد اسبوع من الاحتراق بنار الجوى اهتدى الى طريقةغريبه ليعلم من قسم الخدمات عن الرقم المتصل ذاك اليوم على هاتف الزميلة متعللاً امام مسئول القسم بأنها احدى الزبونات التى لم يتمكن من تسجيل متطلباتها لانشغاله ، و عندما حصل على رقم الهاتف ، قام بالاتصال احدى اصدقاءه بشركة الهاتف ليعلم العنوان المتصل و اذا به احدى الشركات التجارية ، و الرقم الظاهر هو رقم البدالة الرئيسية ، فقام بزيارة هذه الشركة التى تحتل سبعة طوابق متنقلاً بين الطوابق السبعة .. يقول بأنه خلال زيارته دخل احد المكاتب ففوجىء شابة تسأله عمن يريد ، فخالجه احساس عجيب بأنها هى فتلعثم لا يدرى ما يقول سوى بأنه ضل الطريق الى المصعد ، فضحكت الشابة و قالت له بأن المصعد خلفه تماماً .. و سألته فجأة ان كانت قد رأته من قبل فأجاب بلا و انصرف .. و خلال خروجه سأل موظف الأمن عن الطابق الذى كانت به الشابة فعرف قسمها و من خلال موقع الشركة على الانترنت تعرف على اسمها
-----
يقول الشاب بأنه بنفس المساء أخبر والدته عن هذه الشابة طالباً منها الاستفسار عن الشابة ان كانت عزباء أم لا و بأنه رآها صدفة بالعمل و أعجب بها .. فقامت والدتة بما يقوم به النسوة عادةً و خلال اسبوعين تقدم لخطبتها رسمياً .. قال لى الشاب بأنه حين جلس معها أول مرة بعدما تقدم لخطبتها سألته عما أتى به ذلك اليوم .. فسقط بيده أيقول الحقيقة أم لا .. و بعدما استجمع قواه أخبرها بالقصة كاملةً دون أى نقصان .. فضحكت و أقسمت بأنها حين رأته أول مرة صدفةً كانت شبه متأكدة بأنه هو زميل صديقتها ، حيث انها استفسرت عنه من زميلتها مراراً بعدما المكالمة الأولى التى تعمدت فيها ألا تخبره بأسمها
-----
قابلت الشاب شخصياً قبل ثلاثة شهور تقريباً وكان حينها قد مضى على زفافهم حوالى ثلاثة شهور
-----
سألتنى الصديقة العزيزة عندما اخبرتها بالحادثة عما أظن ، و لأخبرها فأن أكبر دليل على اثبات العشق بالسمع أو الحواس الأخرى هو قول النبى صلى الله علىه و سلم (الحمد لله الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها أئتلف و تناكـر منهـا اختـلف) و لقد اثبت الشعراء العشاق امكانية العشق بالسمع كما حصل لصاحبنا هذ وا كما قال بشــار
-----
يـا قوم أذنى لبعض الحـى عـاشقة ... و الأذن تعشق قــبل العيـن احيــانـا
قــالوا لمن لا تر تهوى فقـلت لهـم ... الأذن كالعيـن توفـى القـلب ماكــانا
-----
ففيهــا تأكيد على امكانية العشق بالسمع و قبل النظر للعشيــق كما قيل أن الحب أوله السماع ثم النظر كما أن أول الحريق الدخان ثم الشـرر ، و لعمرى كم هم هو جميل تشبيه الحب بالحريق حيث انهما الاثنان يحرق لهيبهما ، ولقج قال الشاعر أبو يعقوب الخزيمى الذى كان أعمى رحمه الله
-----
قـالت و تهـزأ بى غــداة لقيتهـــا ... يــا للرجــال لصبــوة العميـــان
فأجبتهــا نفســى فـداؤك انمـــــا ... عينى و أذنى فى الهوى سيــان
-----
كمــا أن من العشــق يتــولد بالقــلب فكم من عــاشق عشــق محبوبه بالسمع من دون الرؤيــا و يكون السمع هو محرك القلب كمـا قال بشـار عندما لاموه فى عبـده لم تكن باهرة الجمـال
-----
يــزهــــــد فى حــــب عبــدة معشـــــر ... قلوبهــــم فيهــا مخــالفـــة قــلــبى
فقلت دعـوا قلبى و اختـار و ارتضـى ... فبالقلب لا بالعيـن يعشــق ذو اللب
و ما تبصر العينان فى موضع الهوى ... و لا تسمـع الاذنــان إلا من القلب
-----
و للختــام فأنى أقول بأن الدليل على امكانية العشــق بالسمــع هو عشق العاشق للمعشــوق بالوصف فكم من محب عشـق محبوبه عندما وصف له من دون يـراه و رحم الله المدنى عندما قال و أنصف القول بالبيت التــالى
-----
أيــا من لامنى فى حــب ... من لـم يــــره طـــــرفى
لقـد افرطت فى وصفــك ... لى فى الحـب بالضعـف
فقـل هـل تعـرف الجنــة ... يــومـا بسـوى الوصـف
-----
جعلنا الله من أصحاب الجنــة ... آميــن
-----
و الحب لاحـــق

١٦‏/٠٩‏/٢٠٠٧

الحب من أول نظـرة

كنت جالسا ذات مرة مع أحد الاصدقاء فى مقهى بعاصمة النور و الجمال فمرت امرأة جميلة ذات ملامح شرق اوسطية بينة فاختلسنا نحن الاثنين النظر اليها و تابعناها حتى اختفت بآخر الشـارع ، وعندها التفت الصديق نحوى وتمثل قائلاً
-----
يا أم عمـرو جزاك الله مكـــرمة ... ردى على فـؤادى أينمـا كـانـــا
-----
فلم اجيبه سوى بابتسامه ، و انشغلت بمحاولة شرح طلبى الذى لم يكن معقداً حيث اننى كنت أريد لاتيه مع فنجانين اسبرسو للنـادلة التى لم تكن تعرف الانجليزية و معرفتى بالفرنسية لم تسعفنى
-----
وبعد دقائق فوجئنا بنفس السيدة تأتى من حيث غابت و تدخل المقهى و تجلس داخل المقهى ، فالتفت على صاحبى الذى كان مبتسماً و قلت له هـا قد عـادت ام عمـرو فهل ردت فؤادك ، فضحك و أجابنى بأن تمثله كان مجازيـاً ، وليس من المعقول ان تسلب فؤاده امرأة بمجرد النظر ، فسألته اذن مارأيك بالحب من أول نظرة ... فأجابنى وهو واثق بأنها مجـرد خــــرافـــــــــة
-----
استأت من عدم ايمانه بالحب من أول نظره ... وخصوصاً بأن هذا الصديق بالذات هو أكثر من عرفت رومانسية و لطالما اعتبرته من العقلانيين الذين يؤمنون بالعشق المجرد ... فأجبته بأننى لاأظن ذلك و بأنه مخطىء ... فأجابنى ان كنت عرفت أو علمت بأى أحد عشق من أول نظره ... فانكسرت مهزوماً حينها و اهتزت ثقتى بالمقولة الخـالدة
-----
ولكن شيطان الشعر راودنى فتذكرت الشاعر القائل
-----
كـل الحوادث مـــــبداهـا النظــــــر ... و معظم النـار من مستصغر الشـرر
كم نظرة فــتكت فى قلب صاحبـها ... فتك السهـام بلا قوس ولا وتــــــــــر
-----
فاحتج بأن الشاعر لم يذكر العشق كما هو وارد ببيت جرير الخطفى الشهير ، و بأن الهلاك ليس العشق و لكنه الاعجاب الذى يخلب العقل و بيت جـرير هو
-----
ان العيون التى فـى طرفهــا حــور ... يـقـتـتلنا ثم لا يحيين قتـــلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حـراك به ... وهن اضعف خلق الله انسانا
-----
فأجبته بأن جـرير قد يكون قد عنى الهلاك الناتج عن الاعجاب و العشق فكلاهما مهلك ... و قد ازداد الشعراء فى هذا المعنى فهاهو بيت بشار الذى صنف كأغزل بيت قالته الشعراء يقول
-----
أنا و الله اشتهــى سحـــر عينبــ ... ـك و أخشى مصارع العــشــاق
-----
وهذا المتنبى يقول
-----
و أنــا الذى اجتلب المنيــة طرفـــه ... فمن المطـالب و القتيل القــاتل
-----
و قــال الصورى رحمــه اللــه
-----
نظـر العيون الى العيون هــو الذى ... جعل الهلاك الى الفؤاد سبيلا
مـازالت اللحظــات تغـــزو قـلبـــــه ... حتى تشـــحط بينهن قتيـــــــلا
-----
فـلا يخفى على عـاقل بأن المقصود بالهلاك هو العشق و هو الذى يصيب الفؤاد .. و عند هـذا السيل المتدفق من الادلـة رضخ صديقى و قـال بأنه قد تكون المقولة صحيحة .. فضحكت و حذرته من مغبة تشكيكى باى اعتقاد لدى .. و حانت التفاتة منى حينها للفاتنة الجالسة بالمقهى فرأيتها تبتسم و هى تتكلم بالهاتف فقلت لصاحبى عن ذلك فالتفت بدوره و عـاد لى النظر وقال ممازحـاً بأنى ان تمثلت ببيت يوافق المكان و الزمان فانه سيقوم هو بدفع فاتورة المقهى .. فتمثلت و انا شبه متأكداً بالبيت التالى
-----
أرينى مــكان البـدر إن أفــل البـــدر ... و قـومى مقام الشمس ان بعد الفجــر
ففيـك من الشمس المنيــرة ضوءها ... و ليس لهـــا منك التبسـم و الثغــــــر
-----
فانصرفنا بعدما قام هو بدفع الفاتورة .. و فى طريق العودة خطر ببالى البيت التالى الذى كنت قد قرأته منذ مدة و لست اذكر قائله .. وعندما قلته عاهدنى صديقى العزيز على ان لا يجادلنى بامور العشق ابداً
-----
سمــاعا يا عبـاد الله منى ... و كفوا عن ملاحظة المـلاح
فإن الحب آخـره المنـــايا ... و أولـــه شبيـــه بالمـــــزاح
-----
و لتعذرنى العزيزة على عدم نشر القصة التى تريد حيث اننى وددت ان اغيظ صديقى بذكر هذا الموقف .. و لها العهد منى بأن الحادثة التى تريد منى روايتها ستكون الاضافة الآتية بأذنه تعــالى

١٥‏/٠٩‏/٢٠٠٧

العـــودة ... من أحب شيئا أكثر من ذكـره

أود بدايةً ان اعتذر عن الغياب الطويل نسبياً خلال فترة الصيف و ذلك لانشغالى بالعمل طول الفترة علماً بأننى لم اتمكن من أخذ اجازة صيفية كالعادة ولكن ظللت اخطف ايام متفرقة كل ما استطعت ولسان حالى كما قال الشاعـر
-----
و اذا عدمت المـاء عند طلابـــه ... جـاز التــيمم بالصعيـد الطيــــب
-----
وأود ان اشكر كل من سألنى عن الكتابة و تحرى اضافة جديدة طول الفترة السابقة. و أستميح العشاق على انقطاعى عنهم حيث انى اعلم بما قد تهونه كلماتى على من يكابد الجوى و العشق ، و انى ان شاء الله لمستفيض بالاضافات الآ تية بمواضيع و قصص أرجو العلى القدير أن تجوز على رضا القارىء الكريم
-----
رحم الله القـائل
-----
جريـت مع العشــاق فى حلبة الهـــوى ... ففتهم سبقـاً و جئت على رسـلى
فمــا لبـس العشــاق من حلل الجـــوى ... و لا خـلعوا إلا الثياب التى أبـلى
ولا شـربوا كــأساً من الحــــــب مــرةً ... و لا حــلوةً إلا شـرابهــم فضـــلى
-----
والصـب آت